الجمعة، 9 أكتوبر 2009

قصة طفل في أتون الضياع
















المقدمة

عندما تنعدم المشاعر والأحاسيس وتصبح علاقاتنا الإنسانية مجرد شعار يلوح به البعض منا عندما يخدم مصالحه الشخصية .
حينها سيكون الحصول على ذلك المجتمع المتماسك أمرًا لا يمكن تحقيقه ، هذه هي الحالة التي من اليأس ،
وانحباس النفاس عندما نمر بموقف كالذي مررتُ به .
فهذه قصة تروي مأساة إنسانية مفجعة موجودة في كل مجتمع وفي كل بلد .
إنه ذلك الإنسان الذي يسكن في الظل بعيدًا عن الأضواء ، قد لا أنتبه أنا أو أنت لطفلٍ هنا أو هناك !
يغص بألمه وتحترق دمعته في محجره قبل أن تنحدر على وجنتيه فمن لهؤلاء المفجوعين والمعذبين ؟!
إنه لاسبيل لإدراكهم سوى الوعي لدى الجميع بضرورة مراعاتهم*..


..................................................................................

في يوم الجمعة وفي ليلة ممطرة عاصفة خرجت من البيت لقضاء بعض الحوائج لإعداد العدة ليوم جديد ، توجهت للمصبغة لأخذ ثيابي لم أستطع النزول لغزارة المطـر ، انتظرت قليلاً إلى أن سنحت لي الفرصة ، نزلت مسرعًا متوجهًا للمدخل حينها سمعت صوت أنين ! فلم أعره انتباهًا ، انتهيت من عملي ،ثم خرجت والمطر هادئ لكن العاصفة أقوى ، قبل أن أركب السيارة سمعت الأنين مرة أخرى التفت ناحية الصوت رأيت فتىً صغيرًا بريئًا كبراءة الطفل المولود امتزج صوت الريح بصوته ، اقشعر بدني ودمعت عيني وحزن قلبي لأجله ، اقتربت منه ونظرت إلى وجهه سلمتُ عليه وسألته لِمَ تبكي ياأخي ؟! والفتى يئن ! أنينه قطع قلبي !
قلت : مابك يافتى ؟ أرجوك تكلم ، هيا قم واذهب إلى البيت فالعاصفة قوية والمطر غزير أمسكته من يده وقلت له :
هيا اذهب إلى بيتك ، تجاوب معي وقام بكل هدوء .
وفجأةً ! أخذ حجرًا كان ملقىً على الأرض وضرب رأسه بشدة حتى ثار دمه وسقط مغمىً عليه ،خفت كثيرًا ! حار مني الفكر !

خرج عامل المصبغة وتجمع بعض الناس رغم العاصفة ، وفرَّج الله الكريم عني ، بأن رآني أحد أصدقائي وتحمل معي الموقف فأخذناه إلى مشفىً خاص .

عندما وصلنا أدخلناه إلى الإسعاف ، طلبوا مني أن أعطيهم معلومات عن الفتى ، لكني لم أستطع مساعدة المسؤولين بذلك

فاضطر الطبيب أن يجلسه يوماً كاملاً ليأخذ العلاج المناسب ولمعرفة هويته عندما يستيقظ ، ذهبت إلى البيت وقمت بالتفكير العميق به .
وفي اليوم التالي خرجت من عملي وتوجهت رأسًا إلى المشفى لأطمئن عليه ولم أجده ‍! احترت في أمري ماذا أفعل ؟
سألت عنه فقالوا : إنه في قسم الأشعة . انتظرت إلى أن خرج ، ما أعظم هذا الموقف ! أنا جالس وهو يمرُ من أمامي والحزن يملأ وجهه وكأنه لا يرى أحدًا ، أو لا يعلم ما الذي جرى لـه !؟
سألت الطبيب : هل يمكنني الكلام معه ؟
قال : هل أنت من إخوته ؟ قلت : لا .
قال : ولِمَ تسأل عنه ؟ أخبرته بالقصة .
قال : تعال معي ، أمرني بأن أتصل على أهله
أو أي شخص يعرفه .
ثم قال : لقد سألته عن اسمه فلم يجب ! إنه لازمٌ للصمت !
قلت : صدقني أنا لا أعرفه !
قال : إذن سأخبر الشرطة ، اشتد النقاش معه كثيرًا إلى أن تدخلت الوساطات وحُلت المشكلة أخيرًا
قال الوسيط : غدًا تأخذ الفتى ولا دخل لهم فيه أنت المسؤول عنه ! وافقت على ذلك .
وفي اليوم التالي ذهبت للمشفى ،وبعد أن أتممت إجراءات الخروج ، دخلت غرفته ، وسلمتُ عليه مع ابتسامة خفيفة

فقلت له : هيا سنذهب للبيت ، فاستجاب لي فخرجنا وركبنا السيارة فسألته أين تسكن ؟
قال : في الشارع !
قلت : ياأخي أرجوك أنا متورطٌ الآن ساعدني لكي تكون في بيتك !
قال : في المنطقة الفلانية فورًا توجهة إليها .
وفي أثناء سيرنا لاحظتُ عليه أمرًا حيثُ إنه لازمٌ للصمت ووجهه يملؤه الحزن وعيناه مخدرتان مع زرقتهما إلا أنهما مسودتان من الحزن ، سألته عن اسمه لعله يتحدث ، فلم يتكلم !
عندما وصلنا ، سألته : أين بيتكم ؟ قال : هناك وقفت عنده ، فورًا أنزل رأسه فترة ثم رفعه
وقال : اطرق الباب لو سمحت قالها بأدب واحترام مما جعلني لا أتضجر ، طرقت الباب خرجتْ لي فتاة صغيرة سألتها عن أبيها .
قالت : اِنتظر لحظة ، مرت عشر دقائق ، خرج الأب سلمتُ عليه !
قال : تفضل ، شكرته قال : بماذا أخدمك ؟ أخبرته بقصة ولده كاملةً كشر في وجهي ! ونظر إلي وكأنه يريد ضربي !
قال : أين ولدي ؟!
قلت : في السيارة ، ذهب إليها بكل هدوء !
وأنا أنظر إلى الفتى الحزين ، وكيف سيكون الموقف ! عسى أن يضمه ويهون عليه ...
فجأةً !

فتح الأبُ باب السيارة وأمسك بولده ضربه ضربًا قويًا أدماه من شدة الضرب ! حاولت التدخل دفعني بقوة ، وتدخل بعضُ جيرانه

ولكن لا جدوى ، والولد لا يبكي رغم شدة الضرب ، أمسكه وتوجه به ناحية البيت والرجل مستمرٌ في ضربه وشتمه !

والفتى ينظر إلي نظرة حزينة هزتني ، أبكتني من الداخل ، إنها حقًا مأساة ...

ركبتُ سيارتي وأصبحتُ أفكر فيما جرى حينها قررت عدم التخلي عنه .
بعد أسبوع بدأت بتتبع أخباره بشكل مكثف ، فقد اهتديت إلى أحد جيرانهم فسألته : إنني أريد أن أعرف قصة طفل هذا البيت الذي بجواركم ! قال لي : أتقصد عيسى ؟
قلت : اسمه عيسى ؟
قال : نعم .
قلت : مابالـه غير متـوازن العواطف والمشاعر ! فاكتفى بأن تأوه ... وسكت !
قلت له : أخبرني فأبى ذلك ؟
وبعد جهد مكثف وصلتُ إليه عن طريق المدرسة .
إنه يدرس في المرحلة المتوسطة ، ويبلغ من العمر ثلاثة عشر عامًا .
ذهبت للمدرسة وقابلت المرشد الطلابي ، لكي يسمحوا لي بمقابلته ، سألني المرشد عن قرابتي للفتى ؟

قلت : أنا معلمه الخاص ( اضطررت للتحايل ) !
كان الأمرُ صعبًا معه ، وبتوفيق من الله أرسل بطلبه أخيرًا دخل عيسى ، نظر إلي وأتى مسرعًا وضمني بقوة ، استغربت من الأمر وأصبتُ بالذعر لكني تجاهلته ، أعتقدُ أن المرشد أحس بأن الأمر شخصي فخرج .
أجلسته بجانبي ، أحسست بأنه يرى بي الأمان ! بعد السؤال عن أحواله ، وعن كل شيء خاص بالمدرسة .
سألته عن إمكانية مقابلته خارج المدرسة.
قال : اسمع أنا نكرة في هذا المجتمع فلا تتعب معي !

قال هذا بصوت عالٍ ، ممَّا دعاني لتهدئة الوضع ، عندها طلب مني أن أحضر في مكان حدده لي ، بعد مدةٍ تمكنت من مقابلته

عندما وصلتُ الموقع تفاجأتُ بالوضع !
قابلته بالقرب من مجمعٍ للنفايات ! يا إلهي ! الفتى يدرس هناك أحيانًا !
جلست بجانبه نظرت إليه مبتسمًا فابتسم ! وجهت نظري إلى قميصه ورأيت زرًا مفتوحًا فأقفلته ، وضعت يدي على كتفه ، تحدثنا في أمور الحياة كثيرًا ...
ثم قررت أن أسأله عن حالته منذ مقابلتي له أول مرة حتى اللحظة . وفعلاً تم ذلك .

ضرب بكفيه بقوة وتأوه ! جاوب الفتى الحزين :

عندما توفيت أمي كان عمري أربع سنواتٍ ، تزوج أبي بعد سنة تقريبًا من وفاة أمي، كنتُ أعيش فقد حنان الأم !
اِمرأة أبي تعاملني كالغريب ، وأبي يطيعُها في كل شيء ، قاسيت الأمرين ، حتى أنني فكرت في الهرب مرارًا !

تخيل أين أعيش ؟!
أعيش على سطح البيت ، في غرفة جرداء ، على فراش من أسفنج ، تحـت سجـادة ممزقة ، أكتب واجباتي على صندوق فواكه من خشب ، لابد لقلمي أن يدوم معي سنة على الأقل .
لا أستطيع الأكل بالمدرسة وذلك لعدم إعطائي النقود إلا نادرًا ، من سنة إلى سنة يشترون لي ملابسًا ،

دائمًا أنا الغبي ! إخوتي من أبي يغارون مني لأني الجميل والأذكى بينهم ، هذا ماأعتقده كل ذلك بسببهم !

اِمرأة أبي تسعى دائمًا إلى تحطيمي ، وتحاول أن تفرق بيني وبينهم !
أحاول الاقتراب منهم لكن نفسي تبتعد عنهم أصبحت معقدًا مع مر السنين ، وهذا ما أثر عليَّ سلبًا ،

كنتُ فيما مضى مجتهدًا في دراستي .
ومع تدهور نفسيتي ، أصبحتُ مهملاً المعلمون استاؤوا من تدني مستواي !
ثم طأطأ برأسه وسكت برهة ، وفي أثناء ذلك ...
اقترحت عليه بأن نغير المكان ، لعله يهدأ قليلاً !
وافق على ذلك . ثم طلب مني أن أذهب وأقف بقرب مدرستهم ! وعندما وقفت واستقر الأمر
سألته : لكن أين دور أخوالك ؟ ضحك ضحكاتٍِ ملؤها الهُزء والألم .
فقال : أخوالي ... نعم لدي اثنين لكنهما أكثر قسوة من أبي !

أتصدق بأنني اتصلت بأحدهم هاتفيًا يومًا ما ، وماكدت أبدأ حديثي معه حتى صرخ بي..."اعزُب عني! يكفينا ماحدث من أبيك "

وأغلق الخط ... فهما يعتقدان بأن أبي هو السبب في موت أمي ، بعد إصابتها بمرضٍ مجهول !

فقلت له : ألا تحاول مرة أخرى ؟
قال : لا أريد ...
ثم التفت ناحية المدرسة وقال : وهذا المكان أيضًا لم يخلوا من المصائب !
قلت له : كيف ، وما الذي حدث ؟
قال : في أحد الأيام حدث معي موقفًا مع أحد التلامذة المتخلفين أخلاقيًا ، كنت واقفًا في فناء المدرسة سارحًا مع خيالي ،

وأغلب التلاميذ يتناولون إفطارهم ، جاءني هذا الشخص وقال : لماذا لا تتناول الإفطار ؟ أراك دائمًا لا تأكل

قلت : نعم أنا آكل في البيت.
قال : تعال معي سأدعوك على الأفطار !
أمسك بيدي ، فأفلتها منه !
قال : مابك ؟ قلت أرجوك دعني فلا أريد الذهاب معك ! نهرني بقوة وقال : أنت مغرور وتستحق ما أنت فيه ! ولن أتركك في حالك !

بعد أسبوع تقريبًا دبر هذا الخبيث تهمة لي فقد اتهمني بسرقة بعض الوسائل من غرفة المختبر وقال بأنه رآني أسرقها ،

ثم بدأ التحقيق معي من قبل الإدارة ، كنت لا أعرف ماذا أقول لهم ! تم استدعـاء والدي ، حضر أبي ، فأخبروه

وفجأة وقف أبي ونظر إليّ نظرةً حادة ، صفعني بقوة ، وأسمعني كلامًا جارحًا !
هدأ المدير الموقف بأن أخرجني من الإدارة!

أسندت ظهري على الجدار وقمت بالتفكير فيما يجري لي من مصائب !

حمدت الله على كل شيء
بعد فترة خرج أبي ، نظر إلي ولم يطاوعه قلبه بأن يرضيني ، مع أنني أعلم بأنه يعلم ببراءتي !
ثم استدعاني المدير مرة أخرى ،

قلت له : أستاذي الفاضل من الذي رآني وأنا أسـرق ؟ هـل يمكن أن أواجهه ؟!
قال : نعم سأواجهك معه ، أحضره أمامي تفاجأت بأنه نفس الشخص الذي تحداني!
عندئذٍ غرغت عيناي ،

سألته بكل جوارحي ياأخي أما سمعت قول الله تعالى ( فَأَمَّا الْيَتِيمَ فَلاَ تَقْهَرْ )

تغير وجه كل منهما سألني المدير : أحقًا أنت يتيم !! أجبته : نعم أنا يتيم الأم وكفاني أحزان !
وبفضل من الله عز وجل ، اعترف الفتى بأنه اتهمني ، لأنني لم أمشِ على هواه ، وقام بالبكاء لأنه أحس بالظلم والذنب .
تأسف المدير مني كثيرًا ،

وفي معرض كلامه قال: لقد قرأت تقريـرك ولا حظت أن مستواك كان عاليًا في السابق والآن تدهور !

ترى ماالسبب ؟ أجبته : الأسباب كثيرة لا أستطيع ذكرها .
فقال : حسنًا أتعدني بأن ترجع إلى مستواك السابق ! قلت : أعدك بذلك ...
حينها قررت أن أعود إلى مستواي العالي في الدراسة ، ووضعت في عين الاعتبار المستقبل الذي أمامي ، وما أعانيه من ظروف بيتيه .

سألته : ألا يوجد عندك أصدقـاء تعتمد عليهم ؟ ابتسم بخفة وقال : هذا الأمر ممنوع عند والدي ، يقول : إن جميع من في الحارة مجرمون فلا تتداخل معهم ، فإن فعلت ذلك ستعاقب !

حسنًا ياعيسى : لماذا رأيتك تبكي ذلك اليوم ؟
ولِمَ ضربت نفسك بالحجر ؟
فجأةً أنزل رأسه وبكى بكاءً شديدًا ، حاولتُ تهدأته ، ثم ذهبت مسرعًا لأحضر الماء .
بعدها استقر الأمر . طلبتُ منه تأجيل هذا الموضوع لكنه رفض .
وجه نظره إلى الأمام ثم تأوه وقال : آهٍ من ذلك اليوم الكئيب ، ليتني لم أولد لآراه !
كنت جالسًا في غرفتي ، أقرأ كتابًا ...
دعاني أبي لكي آكل معهم ، نزلت من فوق وعندما اقتربت من المطبخ ، سمعتُ زوجته تقول : دعك من هذا المسخ !
فأنا لا أطيق رؤيته !


التزم أبي بالسكوت ! وأبيتُ الدخول ورجعت إلى خرابتي أصبحت أبكي بشدة ! وأندب حظي المتعثر! جاءني أخي الصغير وأعطاني قطعة من الخبز ،

أكلتها وبطني يصرخ من الجوع حاولت المقاومة لم أستطع ذلك ، انتظرت حتى سكن البيت من الحركة ، نزلت للأسفل خلسةً ، دخلت المطبخ فتشت عن بقايا للطعام ، أخيرًا حصلت على بقايا من طعام الظهيرة ، صارت رائحته نتنة ، لكن ما العمل ؟

بدأت بأول لقمة ، فجأةً دخلت أختي الصغيرة ورأتني ، ذهبت مسرعةً إلى أمها وأخبرتها ،

أتت غاضبة حتى أحسست بأن عاصفة هوجاء قد ألمت بي !
صفعتني بقوة ، عُميت عيني من شدة الضربة صرختُ بصوتٍ طفيف ، أبـي ... أبـي ...
جاء أبي: مابك ياغبي ، ما الذي فعلته ؟
كلمتهُ زوجته سرًا ، قال : قم ياابن كذا ، وأنا أبكي صفعني ، شتمني ،

أمسكني من رقبتي وزج بي خارج المطبخ ! وهو ينظر إلي حولت توجهي من الأعلى إلى خارج المنزل .
قال : اذهب والشرُ معك .
فتحت الباب والأمطار والعاصفة أمامي .
صرت أركض وأركض ،

أحاول التخلص من واقعي المرير !

توقفت لأستريح قليلاً تحت مظلة للسيارات ، وفي أثناء ذلك وقفت أمامي سيارة
ثم نزلت منها عائلة ، مكونة من زوجين وطفليهما الأبوان يحميان طفليهما من المطر ،

عندئذٍ سقط أحد الطفلين فحمله الأب وضمه وقال : حبيبي ياولدي هل أصابك من ضرر ؟!

سالت دمعتي ، واقشعر بدني ، وقلت في نفسي : لِمَ ياقدر ؟!
وقفتُ وقفة تأمل للعائلة إلى أن دخلوا المنزل .
حينها فكرت بالذهاب إلى نهاية الشارع الرئيسي لكي أبتعد عن البيت ،

ربما أنسى همي !
وقفت على الرصيف بجانب المصبغة والمارة ينظرون من حولي ،

فجأة مر أبي وزوجته بسيارته .
نظر إلي نظرة استخفاف ! ولم يطاوعه قلبه بأن يقف ويرى حالتي ! أو حتى يأخذني معه ، ويحميني من المطر
حينها جلست على الرصيف وقمت بالبكاء حتى رأيتـني أنت !
قلتُ له : لكن العاصفة كانت قويةً تلك الليلة !
كيف له أن يتركك هكذا ؟! أين ذهب قلبه !؟
قال : الله أعلم ! لكنه يبقى أبي !
ولكن لِمَ ضربت نفسك بالحجر ؟!
طأطأ برأسه وقال : لا أعلم لَمِا فعلت ذلك ربما هي ردةُ فعلٍ لما حصل لي !
( ولا حول ولا قوة إلا بالله )
v ولكنك كنت مخطئً في تصرفك ذاك !
v أعلم ذلك ، وأعلم أنه محرمٌ علينا إيذاء أنفسنا.
v إذًا لِمَ فعلت ذلك ؟
v كان ذلك تصرفًا غير رشيد ولكنني لم أكن في كامل الوعي عندما فعلت ذلك وأنا نادم عليه كل الندم !
v لاخـلاص لك من كل همـومك إلا بملازمتك للقرآن الكريم ، فهو شفاء لما في القلوب .
ومرت أيام وأيام ، ومع تتبعٍ بسيط مني ، استطاع الخروج مما هو فيه ،

وأصبح الآن أكثر اجتهـادًا وأكـثر تفاؤلاً بالمستقبل ،

وتطورت الأحداث بوفاة اِمرأة أبيه التـي توفيت بمـرض مجهول

أصبح أبوه مع مر الأيام عاجزًا وصار يعتمد على عيسى كثيرًا ...

تطورت أحوالـه للأفضل ، مما جعلني أشتاق لرؤيته بين الحين والآخر ،

أذكر أنني قابلته قبل ختامي لهذه القصة تحاورنا كثـيرًا في عـدة أمور فهو الآن صديقٌ عزيزٌ عليَّ ،

أتمنى له السعادة الدائمة !


الخاتمة


أحداث قد تكون صغيرة ، ولكنها كفيلة بإيقاد لهيب يستمر ويستمر ، ليجعل من المجتمع بؤرة ألم وحزن قد لا تُردم حتى نقع فيها ونحترق بأورامها ، فنحن بحاجة ماسة إلى إعادة النبض في ضمير الإنسانية ..

هناك 5 تعليقات:

  1. جميلة يا أ.أحمد
    شديتني ..وقطعت الحبل بالطريق

    في إنتظار التتمه ...
    متابعة بشغف

    ردحذف
  2. باسمه تعالى
    مرحبًا بكِ أختاه نورنا حضوركم الكريم ..
    سأضع تتمت الجزء الثاني واعذريني على التأخير
    بالتوفيق دومًا

    ردحذف
  3. طفل في أتون الضياع، محاولة جميلة لتلمس مشاعر قلب اليتيم، ليتها فقط أخذت فرصتها أكثر لتعرض المشاهد بعمق أكثر..
    جميلة جدا لكن الإيجاز الشديد مع كثرة الصور المعروضة بخسها حقها نوعا ما..
    تحياتي لقلمك ، كما أتمنى ان أرى لك المزيد..
    إلى الأمام بإذن الله..

    ردحذف
  4. باسمه تعالى

    شكرًا لكم على مشاركتكم المثالية .. أختاه حقًا ما ذكرتيه ، لكن تعليلي لها بأنها واقعية بحتة وهذا ما أنقصها حقها ، مما جبرني على الإيجاز وكثرة الصور .
    ملاحظتك على العين والرأس ، ونتمنى منكم المشاركة والمتابعة ..

    شكرًا لكم كثيرًا

    ردحذف
  5. منذ ان بدأت بقراءة القصه ولم تتوقف عيني من سيل الدموع .. فأنا يتيمة اﻷب لقد أحسست بيتمه لكن بنعمة من الله فإن امي قامت بدور اﻷم واﻷب معا جزاها الله جنته ورضوانه.. ماتقوم به يا أستاذ في ميزان حسناتك ان شاء الله.

    ردحذف

أهلا بك عزيزي الزائر في مدونتي والتي ستعطيك المزيد من الفكر المنير نحو المستقبل المشرق
ملاحظة مهمة: إن أردتم التعليق وبعد الضغط على كتابة التعليق ستظهر لكم عبارة تقول لم يتم إرسال الرسالة
أرجو الضغط على كتابة التعليق وستظهر لكم إدخال رمز ثم الضغط مرة على الزر وسيظهر التعليق بإذن الله ..
شكرًا لكم